شباب القاره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فلسفة جريمة الزنا في الشريعة الإسلامية.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 239
تاريخ التسجيل : 19/05/2011

فلسفة جريمة الزنا في الشريعة الإسلامية. Empty
مُساهمةموضوع: فلسفة جريمة الزنا في الشريعة الإسلامية.   فلسفة جريمة الزنا في الشريعة الإسلامية. Emptyالثلاثاء يونيو 07, 2011 5:32 am

إن الأساس فى اعتبار الفعل جريمة فى نظر الإسلام هو مخالفة أمر الدين ، وبالاستقراء ثبت أنه ما جاء فى الشريعة أمر إلا وكان يحقق المصلحة الإنسانية لأكبر عدد ، لذا قرر الفقهاء أن الشريعة ما جاءت إلا لحماية المصالح الإنسانية المعتبرة والتى هى جديرة بأن تسمى مصلحة ، وليست هوى جامحاً ولا لذة عاجلة ولا شهوة منحرفة . (1)



ومن الثابت المحقق أن الآيات القرآنية قد سجلت كل أصول نظرية المسئولية الجنائية قبل أن ينادى بها فلاسفة القرن الثامن عشر فى أوربا بأثنتى عشر قرناً . (2)



فإذا كانت المنفعة هى أقرب المذاهب الخلقية لتكون أساساً للقوانين الوضعية كما قرر الفيلسوف بنتام عندما جعلها أساساً للقوانين كلها ، فالمصلحة الحقيقية هى الأساس فى الشريعة الإسلامية ، والذين بنوا القوانين على أساس المذهب النفعى حرروا معنى المنفعة المعتبرة تحريراً علمياً دقيقاً ، كما فعل بنتام ، لذا حق علينا أن نحرر معنى المصلحة فى الإسلام ليتحرر معنى الجريمة ، فإذا كانت المصلحة المحمية هى المعتبرة فالاعتداء عليها جريمة . (3)



وتدور أحكام الشريعة الإسلامية وجوداً وعدماً مع فكرة المصلحة ، ولا تخرج فلسفة التجريم والعقاب عن ذلك الأصل ، إذ تستهدف حماية مصالح اجتماعية ارتأى الشارع الإسلامى جدارة صيانتها من أفعال تمس بها . (4)



والمصالح المعتبرة فى الإسلام ترجع إلى أمور خمسة ، وهى ما فيه حفظ الدين ، وحفظ النفس ، وحفظ العقل ، حفظ النسل ، وحفظ المال (٥).




وهذه الحماية التى يبسطها الشارع الإسلامى على النسل يقصد بها حماية مجموعة هامة من المصالح المتصلة بالعرض على نحو وثيق كصيانة العائلة ، وحفظ الإنسان ، ووقاية المجتمع من الفساد الأخلاقى ومن تفشى الأمراض ، وصيانة السلام الاجتماعى . فصيانة العرض لم تقرر إلا لحماية تلك المصالح لاتصالها الوثيق بالفرد والمجتمع . (6)





ولقد كان حفظ النسل صيانة للنوع البشرى هو المصلحة المحمية فى تجريم فعل الزنا ، ومن أجله كانت عقوبة الزنا ، ومن ذلك شرع تنظيم الزواج ، وصان الله به الحياة الزوجية ، ومنع الاعتداء على الأعراض ، ففى هذا الاعتداء انتهاك للأمانة التى أودعها الله جسد الرجل والمرأة ليكون منهما النسل والتوالد الذى يمنع فناء الجنس البشرى فيعيش على النحو الذى خلق من أجله .



كذلك رأى المشرع الإسلامى حماية الأسرة وهى نواة المجتمع ، فالاعتداء عليها هو اعتداء على النظام الاجتماعى الذى نظم الله فيه العلاقة بين الرجل والمرأة بعلاقة قدسها بكلمته . فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله فى النساء ، فإنهن عوان عندكم ، استحللتم فروجهن بكلمة الله " فكلمة الله هى المنظمة لتلك العلاقة الإنسانية ، فمن أوجد علاقة بغير هذه الكلمة فقد اعتدى على النظام الذى قرره شرع الله ، فوجب عقابه . (7) بقوله تعالى " فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " (Cool







وبذلك يحافظ الإسلام على الحقوق الأخلاقية الفردية بصفة عامة وعلى الحقوق العامة للمجتمع ، ويحول بينه وبين الأخطار التى قد تحيق به من اعتداء الخارجين .



ومن ثم فالإسلام يحافظ على قاعدة المجتمع الإنسانى ألا وهى الأسرة ، ومن أجل ذلك شرع الإسلام الزواج ورغب فيه وجعله سنة من سنن المرسلين ، وجعل الالتزام بهذه الأحكام والوقوف عند حدود الله والعمل بشريعته هو الطريق الوحيد الذى يحافظ على حقوق البشر ويدرأ عنهم الأخطار التى تهدد مجتمعاتهم ، سواء من الانحرافات الخلقية أو الأمراض الجنسية التى تنشأ عن الزنا واللواط وغيرها من الأفعال الجنسية الشاذة والمحرمة .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الإمام محمد أبو زهرة ، الجريمة والعقوبة فى الفقه الإسلامى ، الجزء الأول ، الجريمة ـ دار الفكر العربى ص 32 .

(2) د. على راشد ، القانون الجنائى ، المدخل وأصول النظرية العامة ، دار النهضة 1974 ص 69 .

(3)الإمام محمد أبو زهرة ، الجريمة والعقوبة فى الفقه الإسلامى ، المرجع السابق ص 32 .

(4) د. أشرف توفيق شمس الدين ، الحماية الجنائية للحق فى صيانة العرض فى الشريعة الإسلامية والقانون الوضعى ، ص 42 .

(٥) د. يوسف قاسم ، مشروع قانون العقوبات الإسلامى ، دار النهضة ص 81 .

(٦) د. أشرف توفيق شمس الدين ، الحماية الجنائية للحق فى صيانة العرض ، مرجع سابق ص 42 .
(٧) الإمام محمد أبو زهرة ، الجريمة والعقوبة فى الفقه الإسلامى ، الجزء الأول ، مرجع سابق ص 63 .
(٨)( سورة المؤمنــون : ( الآية 7) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shabab-al-gara.7olm.org
 
فلسفة جريمة الزنا في الشريعة الإسلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب القاره :: منتدى الفلسفه-
انتقل الى: